رعب فندق سيسيل - الجزء الثاني

 

دايمًا لما بتواجهك أي قصة أو قضية محيرة، عقلك بيحاول يقنع نفسه بأي تفسير منطقي يقدر يوصله عشان يطمنك.

بس أحيانًا في حاجات بتقف قدامنا وبنكون عاجزين عن اننا نلاقيلها أي تفسير؛ لأنها ببساطة مبتخضعش لأي منطق، وكل ما اتعمقت فيها أكتر، كل ما زادت حيرتك وربكتك..

وموضوعنا النهاردة هو عن واحدة من القصص دي، واللي برده حصلت في فندق سيسيل الملعون اللي سبق واتكلمنا عنه.

في فبراير 2013، نزلاء الفندق ابتدوا يلاحظوا إن المياه اللي نازلة من الحنفيات لونها أقرب للسواد وريحتها وطعمها بقى غريب جدًا.

الغريب إن النزلاء مشتكوش من التحول الغريب في المياه إلا بعد أسبوعين لما واحد من النزلاء قرر انه أخيرًا يتصل بإدارة الفندق ويقولهم على المشكلة لأن طعمها كان بقى لا يطاق، ولما إدارة الفندق بعتوا حد عشان يشوف ايه المشكلة، لقوا إن الموضوع كان نتيجة لحاجة مروعة كانت مستحيل تخطر على بالهم..

التحول في المياه كان نتيجة لجثة متحللة في واحد من الخزانات الضخمة. الجثة كانت لواحدة من نزلاء الفندق اسمها (إليزا لام)، واللي كانت اختفت تمامًا من 3 أسابيع..

حاول إنك تتخيل شعورالنزلاء لما اكتشفوا إن المياه اللي كانوا بيشربوا منها، وبيغسلوا وشهم وسنانهم، ويستحموا بيها لمدة 3 أسابيع كان فيها جثة متحللة!

السؤال المهم واللي مكانش حد عارف يلاقيله إجابة كان يا ترى ازاي الجثة وصلت لواحد من الخزانات الضخمة اللي كانت فوق سطح الفندق؟!

الشرطة كان عندها احتمالين، الأول كان إن (إليزا) اتقتلت في مكان جوا الفندق بعدين القاتل أخد الجثة للسطح ورماها في واحد من الخزانات.

والإحتمال التاني كان إن (إليزا) في الحقيقة انتحرت، وده كان الإحتمال الأرجح بالنسبة للشرطة؛ لأن الطب الشرعي ملقاش أي أثار عنف على الجثة، ده غير إن (إليزا) كانت بتعاني من اضطراب ثنائي القطب،  وهو مرض نفسي بيسبب نوبات اكتئاب شديدة وبعدها على طول نوبات سعادة مفرطة.

بس الإحتمالين واجهوا مشاكل كتير، وأولهم ان الخزانات كانت في مكان مرتفع عن السطح والوصول ليهم كان صعب وحتى رجال الإطفاء واجهوا صعوبة في استخراج الجثة.

وكمان، عشان (إليزا) توصل لوحدها للسطح كان لازم تعدي على باب مزود بجرس انذار، وحتى لو حصل وعرفت تعدي منه من غير ما حد يحس بيها وقدرت بطريقة عجيبة انها توصل للخزانات، فكان هيواجهها مشكلة تانية وهو ان كل خزان فوقيه غطى تقيل وكمان مقفول بقفل.
فازاي (إليزا) قدرت انها تفتح القفل وتشيل الغطا وتنط جوا الخزان، لأ وترجع تقفل الغطا على نفسها تاني؟ّ

اللي زاد من غرابة القضية كمان إن (إليزا )كانت طالبة من أصل صيني وبتدرس في كندا، فإيه اللي ممكن يكون جابها للوس أنجلوس، وليه اختارت فندق سيسيل بالذات رغم السمعة السيئة اللي هو مشهور بيها؟

ده غير إن كاميرات المراقبة في الفندق صورت فيديو ل(إليزا) في الليلة اللي كانت قبل اختفائها ومالوش أي تفسير منطقي..

فيه بنشوف إليزا بتدخل لواحد من الأسانسيرات في الفندق، وبتبتدي تضغط على أزراره لكن الأسانسير مبيتحركش، وفجأة بنشوف إن (إليزا) ابتدت تتصرف بغرابة شديدة وكأنها بتحاول تستخبى من حد معين، بعدين بنشوفها وهي بتتصرف بعصبية زي ما تكون بتكلم حد إحنا مش شايفينه!

وفي نهاية الفيديو، (إليزا) بتخرج من الاسانسير، وبيبتدي يقفل ويفتح لوحده بطريقة غريبة جدًا، وكأن في حد بيتحكم في الاسانسير، أو في الحالة دي حاجة، حاجة تفوق إدراكنا البشري..

الفيديو ممكن تلاقيه على اليوتيوب، ولا تقلق عزيزي القارئ؛ فهو لا يحتوِ على أي شيء قد يثير الذعر. ولكن في الحقيقة، قد يصبح مرعبًا جدًا إذا فكرت بتعمق في محتواه..

طبعًا بعد إنتشار الفيديو على السوشيال ميديا الناس بدأت تربط الجريمة بالماضي الأسود الطويل للفندق..

والغريب كمان، ان في 2005 كان في فيلم اتعرض اسمه Dark Water، وكان بيحكي عن أم وبنتها راحوا يعيشوا في شقة جديدة، وبعد فترة لاحظوا ان في مياه سوداء بتنزل من السقف، واللي اتضح بعدين انها بسبب جثة متحللة في خزان المياه..

ألا يذكرك هذا بشيء ما، عزيزي القارئ؟

الحاجة الأغرب إن الأم في الفيلم كان اسمها (داليا)، وده الأسم اللي كان بيطلق على إليزابيث شورت (الداليا السوداء) واللي سكنت الفندق قبل مقتلها زي ما اتكلمنا عنها في البوست اللي فات، والبنت الصغيرة كان اسمها (سيسيليا)، وطبعًا هو تحريف بسيط جدًا لاسم فندق سيسيل..

طبعًا انت دلوقتي بتقول ان دي مجرد صدفة بحتة، بس في الحقيقة ناس كتير جدًا اعتبرت الفيلم كان عبارة عن نبوءة..

كمان الناس على السوشيال ميديا متوصوش وبدأوا بتداول الإفتراضات لقضيتنا الغريبة..

ومنها إن (إليزا) كانت ممسوسة، وده اللي يفسر تصرفاتها الغريبة في الفيديو، وإن حل القضية الغريبة وراه كيان غير بشري..

وإن مقتل (إليزا) كان جزء من طقوس عبادة الشيطان، وإن الجريمة تمت في فندق سيسيل بالذات لأنه هو اللي كان عايش فيه القاتل المتسلسل (ريتشارد راميريز) قبل القبض عليه، وهو من أشهر رموز عبدة الشيطان في أمريكا..

أو إن (إليزا) اتقتلت على ايد حد من العاملين بالفندق وده يفسر عدم تفعيل جرس الإنذار..

أو إن (إليزا) فعلًا انتحرت زي ما الشرطة افترضت، وإن تصرفاتها الغريبة دي كانت نتيجة للمرض النفسي اللي كانت بتعاني منه..

في كل الأحوال، جريمة مقتل (إليزا لام) هتفضل لغز محير صعب جدًا اننا نلاقيله إجابة أو حل يخلو من أي عيوب..

وفي النهاية عزيزي القارئ، يا ترى ما هو رأيك انت؟

هل في احتمال من اللي اتعرضوا قدر يقنعك، أو يا ترى انت عندك احتمال تاني؟



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ريتشارد راميريز: المتعقب الليلي

أسطورة النداهة