المشاركات

ريتشارد راميريز: المتعقب الليلي

صورة
  هل سبق وأن نظرت الى عيون أحدهم، وخُيل لك أنك تحدق في أقصى أعماق الجحيم؟ قد يكون سؤالي غريبًا بعض الشيء، لكنه بالتأكيد يصف ما أشعر به كلما تعمقت النظر في صورة أو فيديو يظهر فيهما سفير الجحيم... "القتلة المتسلسلون بيعملوا—على نطاق صغير جدًا—نفس اللي بتعمله الحكومات—على نطاق واسع—من نهب وسرقة وقتل باسم الدين والوطن والأعراف والقوانين اللي هم حاطينها بإيدهم. احنا مجرد ناتج للعصر الحالي والمجتمع المتعطش للدماء اللي بنعيش فيه." دي جملة قالها (ريتشارد راميريز) أثناء محاكمته واللي بتوضح لحد ما آليه تفكير واحد من أكثر القتلة المتسلسلين وحشية على مر التاريخ. بس قبل ما نتعمق في تفاصيل جرائمه ومحاكمته، لازم نرجع بالزمن للوراء، وتحديدًا يوم 29 فبراير من سنة 1960 في مدينة إل باسو في ولاية تكساس الأمريكية، وهو اليوم اللي شهد ولادة طفل كان الأخير ما بين ستة أطفال لعائلة كادحة وفقيرة. الأب كان شرطي في المكسيك قبل ما ينتقل هو وعيلته للولايات المتحدة ليكون عاملًا في احدى محطات القطارات، والأم كانت عاملة مصنع متدينة جدًا، وعملت كل ما بوسعها عشان تربي أولادها على نهج سوي يكون سبب في كونهم أشخاص

رعب منزل أميتيفيل

صورة
  في الساعات الأولى من فجر 13 نوفمبر 1974، سكون زائف يحيط ببلدة (أميتيفيل) التي تبعد ثلاثين ميلًا عن مدينة نيويورك الصاخبة. كل شيء كان هادئًا في ذلك اليوم وكأن الطبيعة قد حبست أنفاسها ترقبًا للكارثة الدموية التي كانت على وشك الحدوث. وفي تمام الساعة 6:30 مساءً من نفس اليوم، يدخل شاب في مقتبل العمر لأحدى حانات (أميتيفيل)، ويفاجئ الجميع بعلامات الهلع والاضطراب التي كانت تكسو ملامحه، وقبل أن يسألوه عما أصابه، صرخ فيهم قائلًا "أنتم لازم تساعدوني، أبويا وأمي اتضربوا بالنار..." الشاب ده كان (رونالد ديفو) صاحب ال 23 عام، والابن الأكبر لعائلة (ديفو) اللي ارتبط اسمها بواحدة من أشهر حوادث التاريخ وأكثرها غموضًا. الناس راحت مع (رونالد) لبيت عائلته واللي كان في ((112 Ocean Avenue. للوهلة الأولى كل حاجة كانت تبدو طبيعية جدًا لأن مكانش في أي آثار اقتحام أو عنف في المكان، بس لما طلعوا للطابق التاني اتصدموا بجثث الأب والأم، واخوات (رونالد) الأربعة، وكلهم كانوا مقتولين بالرصاص أثناء نومهم. لما الشرطة وصلت البيت، كان واضح إن في حاجة غريبة؛ لأن القاتل دخل بكل هدوء ونفذ جريمته من غير ما يسيب أي آ

Ted Bundy

صورة
  معظمنا كبر وهو بيسمع عن حكايات أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة. الوحوش اللي من عالم تاني اللي ليها شكل بشع وشيطاني وبتهاجم البشر. كبرنا واحنا فاكرين ان الأفعال الوحشية والدموية مقتصرة بس على حكايات ما قبل النوم عشان تخوف الأطفال اللي مبيسمعوش الكلام. بس عمر ما حد قالنا اننا هنكبر وهنعرف ان الوحوش دول ممكن يكونوا وسطينا، بيتكلموا زينا وبيشبهونا، وده لأن تفكير زي ده مرعب أكتر بكتير من أي حكاية خيالية كانت بتتحكيلنا... (ثيودور روبيرت باندي) أتولد في نوفمبر سنة 1946 في مدينة ڨيرمونت الأمريكية لأم عندها 21 سنة وأب مجهول الهوية وده معناه أن (تيد) عاش حياته كابن غير شرعي. (تيد) اتربى في بيت امه مع جده اللي كان متدين جدًا ويقال انه كان عنيف في أسلوب تربيته لحفيده وان (تيد) ممكن يكون أتعرض لأنواع من الاعتداء الجسدي أو النفسي خلال طفولته، بس ده حاجة (تيد) بنفسه أنكرها فيما بعد. في 1951، امه تزوجت من (جوني باندي) واللي وافق انه يدي لتيد اسمه الأخير، ومع كدة فتيد عمره ما كان على وفاق مع زوج امه، وقضى اغلب حياته بيمتعضه لأنه كان مستواه الاجتماعي متوسط ومكانش متعلم كفاية بالشكل اللي يشرف (تيد). رغم كل

تجربة سجن ستانفورد

صورة
  كتير بنسمع ان السلطة او المناصب بتغير، بس عمرك فكرت في معنى الموضوع ده؟ ليه دايمًا الانسان لما بيتدرج في المناصب في أي مكان بيعامل اللي تحته او اللي مسؤول عنهم بدونية أغلب الوقت؟ ليه بيحب يمارس سلطته بأسوأ الطرق؟ هل ده معناه ان الانسان بطبعه فيه جزء شرير مستعد دايمًا للأذية لو اتيحت ليه الفرصة، ولو مكانش عليه رقيب ولا حسيب؟ الأسئلة دي كلها فكر فيها دكتور علم النفس (فيليب زمباردو)، وكان أقرب مثال فكر فيه هو بيئة السجن، وازاي حراس السجن بيمارسوا سلطتهم على المساجين بايذائهم واهانتهم مع انهم في الأول وفي الأخر بشر زيهم، وليه المساجين بيسكتوا ومبيحاولوش ياخدوا حقهم. (زمباردو) قرر انه يعمل تجربة نفسية يقيس بيها مدى تأثير بيئة السجن على سلوك الانسان.. وبالفعل بدأ انه ينشر في الجرايد ان محتاج متطوعين شبان أعمارهم بتطراوح من 17 ل 25 سنة عشان يشاركوا في التجربة بمقابل مادي 15 دولار، ولمدة أسبوعين. وقدم في التجربة دي، 70 شاب، تم اختيار 24 منهم للمشاركة بعد التأكد انهم سُلام تمامًا من أي مشاكل أو أمراض نفسية.. وبعد كدة ال 24 دول اتقسموا مجموعتين، حراس ومساجين، والتوزيعة تمت بطريقة عشوائية جدًا

Frank Abagnale

صورة
  كبشر كلنا بنغلط، وبنفضل دايمًا ندور على فرصة تانية نصلح بيها اخطاءنا، بس قليل أوي اللي بيعرف يقدر الفرصة التانية لما تجيله، ويمسك فيها بإيده وسنانه عشان متروحش منه. سنة 1948 شهدت ميلاد ولد كان الكل بيشهدله بالذكاء على مدار مرحلة طفولته. والولد ده كان التالت ضمن أربع أبناء لأب أمريكي وأم فرنسية جمع بينهم الحب. وكان عايش حياة سوية في مدينة نيويورك الصاخبة في اسرة مستقرة ماديًا وفي بيت مليان بالدفيء الأسري. بس للأسف دايمًا الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن. لما الولد ده كمل 16 سنة، تم استدعاؤه لمحكمة الأسرة، واتفاجيء بان امه وابوه قرروا الانفصال، ولما القاضي سأله هو عايز يعيش مع مين فيهم، كان رد فعله طبيعي لأي حد في سنه شايف بيته وعيلته بيدمروا قدام عنيه، فضل يعيط وجري برا المحكمة وقرر انه يهرب.. بس اللي مش عادي، ان قرار هروبه ده خلى حياته تاخد منحنى تاني تمامًا، وهو انه يبقى واحد من أشهر المحتالين والمزورين في تاريخ أمريكا. والولد ده هو (فرانك اباجنيل جونيور) اللي قدر يزور شيكات بأكتر من 10 ملايين دولار، وينتحل شخصيات مختلفة كتير وكل ده قبل ما يكمل 21 سنة. في البداية، (فرانك) ابتدى يدور ع

أسطورة النداهة

صورة
  حاول القمر جاهدًا كسر عتمة الليل الموحشة. الليل الذي تتناغم فيه أصوات البوم وصراصير الحقل في سيمفونية تكاد تنافس سيمفونيات بيتهوفن. ووسط كل هذا، يأتي صوت من بعيد، تكاد تميزه في البداية فهو أقرب الى الهمس، لكنه يرتفع بالتدريج حتى تسمعه واضحًا جليًا. نعم انت لا تهذي، انه ينادي باسمك. شيء ما بداخلك يجبرك على الاقتراب منه رغم معرفتك التامة بأن كل خطوة ستأخذها تجاه ذلك الصوت هي خطوة أقرب الى الموت، ومع ذلك تقترب ولا تعلم بشاعة الجحيم الذي ينتظرك. وعندما تصل الى مصدر الصوت ترى امرأة فاق جمالها كل شيء قد رأته عيناك يومًا، ذلك جمال يأخذك الي عالم آخر. عالم ملئ بالجمال الملفوف بسحر الغموض. وتتساءل لوهلة، أهي ملاك قادم من السماء لتنير عتمة الأرض بفستانها الأبيض النقي، وشعرها الأسود الذي يطغى على جمال السماء في الليل! وفجأة يحدث شيء يجعل كل شعرة في جسدك تنتصب، وتشعر أن أحدهم يضيق بأصابعه على رقبتك، ساحبًا كل الهواء من رئتيك، ومع ذلك تظل ساكنًا، وكأن كل عضلة في جسدك أصبحت تحت إمرة ذلك الكائن. فخلف ذلك الوجه الملائكي الذي سحب أنفاسك، كان يتربص شيء فاق أبشع كوابيس طفولتك، انه الشيطان نفسه قادم ليج